إن الحياه التي يقدح فيها الاب هي حياة عناء وتعب وشقاء وسعاده خليط بين هذا وذاك ، لقد كان ذات يوم وحيداً يسرح في خيال الاحلام ويبني الأماني جبال شاهقة حتى تلامس الضباب ويستمتع بهتانه في غمرة الهدو لقد كان يمني النفس في كل حين وقبل كل غفوة وخلوة.

لقد كان رساماً بارعاً أجاده خيالاً عندما كان مرسمه بدون الوان وكانت لوحاته مزخرفة بابتسامات الشفاة وسعادة يركض الحلم والحب فيها طفلاً بري ويكون الغموض في لوحاته الجميله التي لا يقراها سوى هو والاقدار.

عندما تسوق رواحل امنياتها اليك لتحقيقها بايدلوجية الحياه الشاحبه في هفواتها و التي يخيط افعالها كل يوم وكل ليلة مرة تكون المقاسات ضيقه في بعض الظروف ومرة واسعة فهذه الارزاق متساويه من رب العباد.

ولكنك ايها الاب الذي يحنو العطف مقّبلاً كلتا يديه وفاءً وحباً وعطفاً لقد جعلت الكتمان هو عنوانك الذي تختزله في نفسك وراء البوح وتمضي بصمت نحو الاخرين بصفاء ، إنك أيها الأب ركن الحياة في زوايا الاسرة إنك وهج الشعاع الذي تدور حوله فراشات الحياه .

وعندما تغيب تنكسر المرايا ويطفىء النور وتسقط الاقنعه ويكون الفضاء أسى ينتحب في صدور الاطفال والكبار رثاء وعزاء ، انك أيها الاب مزيج مختلط تدور في عواطفك كل المعاناه وكل السعادة عندما تدخل الاب من باب بيته يتحول سيكولوجيا الى شخص اخر وعالم ثاني انها الابوه انه يظهر فيها الابتسامة ويكتم كل شي في ستارة النفس وكتمان المعاني حقاً إنها مزيج الالم اعاصير تتطاير في سماء النفس حتى لا يراه الاخرون ولايراه اولاده وزوجته واسرته ،

انها عظمة الاب عندما تكون الحياه كدحاً انها أكوام من الصبر يذهب كل يوم الى باب رزقه وعمله يعمل بكل اخلاص ويتعلم كل مفيد حتى يكون ناجحا ومثالا رائعاً لابناءه ولكن قبل هذا النجاح تكون هناك فواصل ومواقف لا تمحوها الذاكرة بسهوله في حياته وعمله التي يكون فيها التوجيه والصرامة والكلام الجارح والعتب والعتاب والاسى التي يسمعها هي مآثر يوميه تجعل الضجيج دوياً في أعماق التعب.

ولكنه يآثر الصبر والصمت حتى تكون لقمة عيشه امنه في نظر الاخرين وجهاداً في قرارة النفس انها الاقدار تسوق رواحلها هكذا في عراك الايام والسنين ، أيها الابناء ايها الزينة فالاب يرعاكم برعاية الزينة كما ذكرها الله في كتابه المال والبنون زينة الحياة الدنيا ، ايتها الزوجه شريكة الحياة كل شي يقدمه هذا الاب بين يديكم هو نتيجه معاناه من اجل ان يكمل لوحاته التي هي في مرسمه وخياله عندما كان يرسم اللوحات بدون الوان انتم الان الوانه فكونوا الوان جميلة حتى يكون الاستمتاع جمالاً يعيشه ابتسامة وسعادة في محياكم بادروا بالبر وهو الهدو والحب بادري ايتها الزوجة باللطف واللين وان تقولي قولا حسناً حتى تذيبي تراكمات التعب من نفس هذا الشريك الذي لا يحتاج الى ضوضاء وصوت صاخب يثير عجاج للانفعال في نفسه ، سيكون الاب ذات يوم ذكرى تدون ذكرياته دموع الاوجاع في حديث الابناء .

أبتسم أيها الانيق
هكذا نعيش في الحياه